اختيار الصديق
للصديق أثر بالغ في حياة صديقه وتكييفه فكرياً وأخلاقياً لما هو المعروف من أن الإنسان مطبوع على سرعة التأثر والانفعال بالقرناء والأصدقاء, فالصديق الصالح رائد خير وداعي يهدي إلى الرشد والصلاح ، كما أن الفاسد رائد شر وداعي ضلال يقود إلى الغي والفساد, وينبغي أن تتوفر في الصديق المثالي مجموعة من الصفات نذكر أهمها
أن يكون عاقلاً ، لبيباً ، مبرءاً من الحمق ، فإن الأحمق ذميم العشرة ، كما وصفه أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله أما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه ، وربما أراد منفعتك فضرك ، فموته خير من حياته ، وسكوته خير من نطقه ، وبعده خير من قربه
أن يكون متحلياً بالإيمان ، والصلاح ، وحسن الخلق ، فإن لم يتصف بذلك كان تافهاً منحرفاً يوشك أن يفوي أصدقائه
قال تعالى يَومَ يَعظُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيه يَقُولُ يَا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيلَتَا لَيتَنِي لَم أَتَّخِذُ فُلاناً خَلِيلاً
أن تتوفر صفة التجاوب العاطفي وتبادل المحبة بين الصديقين،لأن ذلك أثبت للمودة وأوثـق لعرى الإخاء
فإن تلاشت في أحدهما نوازع الحب والخلة،ضعفت علاقة الصداقة قال امير المؤمنين عليه السلام
زُهدُكَ في راغبٍ فيكَ نُقصانُ عَقلٍ ورغبتُكَ في زاهدٍ فيكَ ذُلُّ نفسٍ
أن يكون الصديق وفياً ، فربما تجد من حولك الكثير من الأصدقاء لكنك لا تجد منهم واحداً يفي لك بحقوق الصداقة ، ويؤدي لك ما هو معتبر فيها
الإثنين فبراير 20, 2012 11:57 pm
