النفط
مقدمة
عرف الأقدمون النفط وبعض مشتقاته من تسرباته خلال الشقوق التي توجد في سطح الأرض.واستخدمه البابليون والعراقيين في البناء وطلاء المراكب ،وكان العرب أول الأمم التي عرفت النفط ومشتقاته فاستخدمته في الحروب والإنارة والعلاج وقد استخدمه الهنود في أمريكا في العلاج و المكسيكيون في صناعة العلك والصينيون لحفظ حبال السفن ووقود.
يمثل النفط محور حياتنا وعملنا ، ويبدو ذلك في آلاف المظاهر . والحضارة الحديثة محركها الأساسي هو النفط الذي يخرج من خزان من الصخر تكون منذ عدة ملايين من السنين . وقد بدأت حياة الخزان حينما كانت الأرض ما تزال حديثة التكوين واستمرت حياة هذا الخزان إلى يومنا هذ .
نشأة النفط
هناك نظريتان تبناها العلماء في كيفية نشأة النفط وتكونه في باطن الارض وهي :
1- نظرية الأصل غير العضوي للنفط :
وتقول النظرية ( النفط تكون نتيجة تفاعلات كيميائية حصلت بالقرب من البراكين أو في أعماق البحار ) .
الأدلة : يمكن تحضير بعض مشتقات النفط في المختبر . وهذه النظرية لم تستطع الصمود طويلاً أمام النظرية الآخري .
2- : نظرية الأصل العضوي للنفط :
فروض النظرية (( تكون النفط من تراكمات هائلة من الكائنات الدقيقة التي كانت تعيش في البحار ( الطافية ) - وحبست هذه الكائنات الميتة في المواد الطينية والرملية في قيعان البحار الساكنة والخالية من الأكسجين وفي وجود بكتيريا لا هوائية علمت على سحب الأكسجين من المواد العضوية وتحولت المواد العضوية إلي مواد شمعية ودهنية في وجود الضغط ودرجة الحرارة )) .
الأدلة على صحة النظرية :
1- وجود حقول النفط بالقرب من البحار أو في البحار .
2- النفط له خواص ضوئية لا توجد إلا في المواد ذات الأصل العضوي .
3- لم يعثر على وجود نفط في الصخور النارية إلا عرضاً .
4- 70% من حقول النفط توجد في طبقات الصخور الرسوبية لدهر الحياة المتوسطة وعصر الثلاثي . وغالبية الباقي في الصخور الرسوبية لدهر الحياة القديمة .
5- العثور على حقول نفط في طبقات الديفوني ( قبل الكربوني ) دل على أن النبات ليس له دور هام في تكوين النفط .
6- وجود مادة البورفرين . ( خواص المادة ) :
أ - تتحلل في وجود الأكسجين دل ذلك على أن النفط تكون في بيئة اختزالية
ب- تكون البورفرين من الكلوروفيل أو أصباغ حيوانية مماثلة .
التنقيب عن النفط
1- كان البحث عن النفط في أوائل عهده يتم في أماكن تسرباته إلي سطح الأرض .
2- البحث حالياً :
أ - يتم بأساليب فنية صعبة معقدة باهظة التكاليف .
ب - لا تزال التكاليف آخذه في الارتفاع بسبب :-
- زيادة عمق الطبقات
- امتداد البحث في المناطق النائية .
- امتداد البحث في التكونيات الجيولوجية المغمورة بالماء .
2- يتم البحث دائماً عن المكامن القابعة تحت سطح الأرض فقط .
3- استكشاف النفط يظل غير مضمون ويظل التثبت مرهون بالحفر وتقدر نسبة احتمالات الفشل
4- إلي احتمالات النجاح 9 : 1 في المتوسط .
مراحل عملية التنقيب عن النفط :
أ - جمع القياسات السطحية ودراستها :
ويتم فيها ( الغرض منها ) :
1- البحث عن المكامن
2- تحديد موقعها .
3- تحديد عمقها .
ويتم ذلك بالطرق التالية :
1- المسح الجوي والجيولوجي : وهو تصوير المناطق بواسطة الطائرات وتدرس الصور ويحضر الخرائط التضاريسية والخرائط الجيولوجية وتدرس الطبقات الظاهرة على السطح وتجمع العينات ، وتنتهي الدراسة :
أ - إعداد خرائط جيولوجية مفصلة عن الصخور وأنواعها وأعمارها .
2- المسح الجيوفيزيائي :
حيث بعض الطبقات قد تكون غير بارزة على السطح في بعض السهول والغابات .
وهناك وسائل جيوفيزيائيتان للمسح هي :
1- قياس الجاذبية الأرضية : وتعتمد على أجهزة قياس الجاذبية التي تقيس الاختلاف في قوة الجاذبية الأرضية بين الصخور ذات الكثافة العالية والأقل كثافة.
2- قياس المغناطيسية الأرضية : وتعتمد على أجهزة القياس المغناطيسية التي تقيس قوة المجال المغناطيسي للصخور واتجاهه .
3- قياس الاهتزازات الأرضية : وهي أهم الوسائل الجيوفيزيائية ... لماذا ؟ لأنها توفر معلومات ذات نسبة عالية من الدقة على شكل الطبقات الجوفية وتعتمد على :-
أ - أجراء تفجير في بئر أو عدة آبار عمق الواحد يتراوح بين بضعة أمتار إلي 30 م حسب نوع الصخر - أو باستعمال جهاز - ثمبر لتوليد اهتزازات صناعية )
ب- تنطلق الموجات الصوتية ( الناتجة عن التفجير أو من جهاز ثمبر) إلي طبقات الأرض .
ج - تعود بعد حين بسبب انعكاسها أو انكسارها على الطبقات المختلفة في الكثافة
ملحوظة : تزداد سرعة الموجات في الطبقات القاسية وتقل السرعة في الطبقات اللينة ( أقل كثافة ) .
د - تستقبل الموجات بواسطة جيوفونات وتسجل على أشرطة وبحساب الزمن الذي يستغرقه انتقال الموجات يمكن التعرف على موقع وأعماق الطبقات وخصائص الصخور .
النفط في السلطنة :
تكوَّن نفط وغاز السلطنة قبل اكثر من 550 مليون عام وبالتالي فهما يعتبران من بين اقدم النفوط والغازات على مستوى العالم. حيث تكوّن النفط والغاز من المواد العضوية التي ترسبت في قيعان المحيطات والبحيرات قبل ملايين السنين. وبسبب حركت الكتلة الأرضية للجزيرة العربية على سطح البسيطة وانتقلت من منطقة القطب الجنوبي إلى خط الاستواء، فقد أدت تحركات الصفائح الأرضية إلى تكوّن الجبال ورفع مستوى قاع البحر مكوناً اليابسة مما مكن انثناء الصخور وانبعاجها من احتجاز النفط والغاز في ما يعرف بالمكامن. بدأت السلطنة في تصدير النفط في عام 1967م ، وبلغ حجم صادرات السلطنة من النفط الخام خلال العام الماضي نحو 332 مليون برميل بمتوسط سعر 23 دولاراً للبرميل وعلى الرغم من أن الدراسات تؤكد أن احتياطي النفط في السلطنة قد يستمر على 50 سنة إلا أن الحكومة تعمل حالياً على عدم الاعتماد الكلي عليه وتقوم بتنويع مصادر الدخل بمختلف أنواعه .
الخاتمة :
لقد كان النفط والغاز وما زالا من أهم الركائز التي تعتمد عليها النهضة الشاملة التي تشهدها السلطنة وسيظلان كذلك لسنوات عديدة قادمة بإذن الباري عز وجل إلا أننا لا بد أن ندرك بانه مورد نابض يجب علينا المحافظة عليه واستغلاله الاستغلال الامثل وأن لا نغفل مواردنا الاخرى سواءً الغير متجددة منها والمتجددة وهي التي يجب أن تاتي في اولويات اهتمامنا بالمحافظة عليها ومن امثلتها المياه والنباتات البرية وتطوير الزراعة والحفاظ على كافة المصادر الطبيعية من حيوان ونبات لانها هي التي تمثل مستقبل وحياة كافة الشعوب على ارض هذه البسيطة [center]